رحلة نسوان للفضوليين فقط
عدت لبيتي مفعمة بالحيوية وشعور غامر بالراحة والسعادة من الرحلة السنوية التي ينظمها منتدى المروج برعاية السيدة الفاضلة نازك الخنيزي، أما لماذا أسرد حديث حول رحلة نساء فالسبب ليس كما قد يعتقد البعض ممن يتبادر لأذهانهم بأنه كلام نسوان.... وقد يكون بالفعل كلام نسوان ولكن يروق لي أن اطلعكم على مشوار النسوان هذا لعلكم تعلمون ما هو جو النساء عندما يجتمعن.
رحلة بدأت صباحاً واستمرت الى المغرب ضمت كوكبة من سيدات الوطن من كافة مناطقه من شماله إلى جنوبه، من وسطه حتى شرقه، كان الوطن حاضراً باهياً بسيداته، تنوع النسيج وتعانقت أغصانه، ما يقارب أربعين سيدة مثلن باقة باذخة الجمال وارفة الحسن عبقة، راقية، رقيقة، روح أنثوية بلا حدود.
اجتمعت الأنوثة مع الفكر فكان الرقي عنوان، كان اللقاء حميمي وكان رفض المفروض واقعاً واضح استحضر التطرق له وشجبه واستنكاره من قبل الجميع لسنا عنصرين ولا نحن طائفيون، وطن واحد انتماء واحد هتفنا معاً.
تفضلت إحدى الأخوات من الرياض وحدثتنا عن انطباعها للرحلة، للقاء ومن هنا بدأ البوح يتهادى والنغم من الروح للروح يترنم.
من الدمام قالت والقلب يعتصره غضب ها نحن معاَ في انسجام تام فماذا يريدون منا أولئك العنصريون وما هذا الذي به يتبارون، ليس قدر من المرأة على بناء الحياة وغد واعد للأجيال ليت لو يسمعون للمرأة ولسماحتها يمتثلون، فهي وحدها من تقدر الحياة وتعي تماماً ما الذي يجلب الخراب.
من بيشة اختصرت كل الأحاديث ببوح حب. بحروف بسيطة طوت المسافات لتستقر في القلوب، أحب الحب قالت. أحبكم وأحب أن تحبوني، ليتناثر الحب عليها من كل صوب تغلفه البسمات.
لقد أشاعت الحب ببساطه متناهيه وعفويه ملؤها الكبرياء.
كلام النساء ليس كما يشاع بأنه بلا قيمة وكله نميمة ملؤه الفراغ. على العكس النساء حياة اينما حللن ابتهج المكان وازدان السمر، فاح الربيع وتراقص الزهر.
هنا اجتمعت اربعين أنثى أي أربعين تجربة وخبرة، ابداع وموهبة مختلفة انصهرن في بوتقة واحدة هي الوطن واهتمام واحد هو النهوض بالمجتمع وقناعة واحدة بأن المرأة خلقت للعطاء للحب للسلام.
بين الصخب والهدوء، بين اللهو والجد كان الوئام يلف الجمع.
كما الفراشات يتنقلن بين الورود بين الكلمات والأشعار والأمثال الشعبية ولواحات التراث كان الحبور.
أما الأدب فكان مزهوا بتوقيع عاصفة الأدب الأمريكي كيت شوبان ترجمة وتقديم الأستاذة تركية العمري.
الجمال اليوم لم يكن نسبي فلم يكن له ملامح ولا ألوان، فقط كان له شكل قلب يشع الفة ليس الا.
وددت لو أذكر أسماء الأخوات القادمات من خارج الشرقية لكن لم يسعفني الوقت للاستئذان.
ومن المبهج حقاً أن عدد القطيفيات لم يطغى على الأخوات من خارج القطيف كما من الرائع أن نسوح في ربوع الوطن من مكان واحد.
من القلب لجميع اليمامات اللاتي حظيت برفقتهن كل المحبة وخالص التقدير على الود المكلل بهجة وسرور.